نحو حياة أفضل لأطفال متلازمة داون
منذ القدم عرف الناس مجموعة من الأطفال المختلفين قليلاً عن الأطفال العاديين ....
هؤلاء هم أطفال متلازمة داون ...
وبولادة طفل في العائلة بحالة متلازمة داون ، فإن الوالدين يبحثان عن المعلومات الضرورية لفهم الحالة وسبل التعامل مع الطفل من جميع أفراد العائلة .
في البداية يجب أن يفهم الوالدان أنها أرادة الله عزوجل في وجود هذا الطفل بهذه الحالة .
حيث يقول الحق تبارك وتعالى :
متلازمة داون Down Syndrome
وصف الطبيب الانجليزي لانج دون داون ( Lanng don Down ) أطفالاً يولدون بملامح مميزة أهمها الأعين الضيقة ذات الاتجاه العرضي ، والرأس المستدير الصغير الحجم نسبياً ، والأيدي القصيرة ، وقصر القامة ، وبعض الملامح الخاصة .
وتعتبر هذه الحالة من أكثر الحالات شيوعاً من بين حالات الإعاقة العقلية حيث تمثل نسبة ( 10 % ) من حالات الإعاقة العقلية .
إشارت العديد من الدراسات على حالة متلازمة داون أن احتمال إنجاب طفل من فئة متلازمة داون يكون أكبر إذا تعدت الأم الحامل سن الــ 35 سنة حيث يزداد إحتمال حدوث حالة متلازمة داون كلما تقدمت الأم في سن الإنجاب .
على الرغم من ذلك هناك حالات لأمهات في العشرين انجبن أطفال من فئة متلازمة داون ولكن هذه الحالات نادرة جداً .
وتعود اسباب هذه الحالة الى خلل في الكروموسوم 21 حيث تحتوي كل خلية في الإنسان العادي على 46 كروموسوم بينما في حالة متلازمة داون تحتوي كل خلية على كروموسوم زائد ، وبذلك فإن عدد الكروموسومات في نواة كل خلية من خلايا حالة متلازمة داون هو 47 كروموسوم .
وتوجد ثلاثة أنواع من عرض داون وهي :
النوع الأول :
ثلاثي 21 وهو الأكثر شيوعاً ، ناتج عن زيادة كروموسوم 21 إلى 3 نسخ من هذا الكروموسوم بدلاً من نسختين .
النوع الثاني :
وهو الانكسار .. ويحصل عادة انكسار في كروموسوم 21 ويلتصق بكروموسوم آخر .
النوع الثالث :
هو الخليط ، وينتج عن خلل في بعض خلايا الجسم وليس كل الخلايا ، حيث تحتوي على 47 كروموسوم وبعضها الآخر يحتوي على 46 كروموسوم .
وتشير الدراسات إلى أن ( 95 % ) من حالات عرض داون من النوع الأول و ( 5 % ) من النوعين الثاني والثالث .
نحو حياة أفضل لأطفال متلازمة داون
طفل متلازمة داون يكون كأي طفل عادي له نفس احتياجاته الجسمية والنفسية ، ولربما كان أكثر . فضلاً عن الاحتياجات العاطفية كالحب المتبادل بينه وبين والديه وأقرانه وجميع المحيطين به ، وينبغي أن نعرف قدراته ونسعى الى تنيتمها وتطويرها .
كما أن السنوات الأولى من عمر هذا الطفل مهمة جداً لتكوينه النفسي والعقلي ، وهنا يأتي دور الوالدين بالتعامل معه ، فهذا الطفل يحتاج إلى أثارة قدراته الحسية والعقلية والاعتناء بها .
فجوّ العائلة الدافيء المفعم بالحنان له تأثير كبير في نموّه العقلي والنفسي .
وتؤكد الدراسات المستفيضة لأطفال متلازمة داون أن استيعابهم وقدراتهم أكثر بكثير مما كان يعتقد في الماضي ، لكن غالبيتهم لايستطيعون التوصل إلى قدرات الطفل العادي .
ويجب أن نساعد ونعاون هذا الطفل للتوصل إلى أقصى قدراته ومهاراته ، ولكن يجب ألا نضغط عليه ونرغمه على التوصل إلى مستوى أعلى من قدراته .
حيث إن الضغوط المستمرة الزائدة لتنمية هذه القدرات قد تأتي بنتيجة عكسية ويصاب الطفل والعائلة بإحباط كبير .
" العقل السليم في الجسم السليم "
هذه المقولة تبرز أهمية الإهتمام بصحة جميع الأطفال بشكل عام وبإطفال متلازمة داون بشكل خاص ، لذا يجب أن يخضع أطفال متلازمة داون لفحص طبي منتظم حتى يمكن اكتشاف أي مضاعفات في بدايتها .
وهذا ملخص لأهم الزيارات والفحوصات اللازمة لأطفال متلازمة داون :
الفحص بعد الولادة :
يفحص الطبيب الطفل فحصاً كاملاً ، وقد لا تكتشف بعض الأمراض بعد الولادة مباشرة كأمراض القلب ، ولكن تكتشف أثناء النمو بعد عدة أشهر ، وكقاعدة عامة يجب عرض جميع الأطفال على أخصائيين للقلب حتى لو كان الفحص الأول لا يبين وجود أي عيب في القلب .
فحص النظر :
يجب أن يجرى الفحص بانتظام ، فعند هؤلاء الأطفال الاستعداد لطول النظر ـــ أو قصر النظر والحّول وحركات العين اللاإرادية . حيث يقوم بهذا الفحص طبيب مختص عند الشهر التاسع تقريباً ، ثم يجرى الفحص سنوياً حتى عمر عشر سنوات وبعدها يجرى الفحص مرة كل سنتين .
فحص السمع :
أطفال متلازمة داون معرضون للإصابة بمرض الأذن الصمغية أو الشمعية حيث تتجمع إفرازات شمعية في الأذن الوسطى نتيجة لانسداد القناة السمعية التي تكون ضيقة عند هؤلاء الأطفال ، وهذا ما يضعف السمع ، لذا يجب ان يفحص السمع لأول مرة في الشهر التاسع ، ثم سنوياً حتى عشر سنوات ، ثم مرة كل سنتين . ومن المهم جداً التأكد من حدة السمع لأن نقص قوة السمع يعوق الكلام واللغة .
الفحص الجسمي الكلي :
ويجرى هذا الفحص لمراقبة النمو أو اكتشاف أي مشاكل صحية مبكرة ، ويقوم به طبيب أطفال كل سنة تقريباً .
فحص الأسنان :
تظهر الأسنان الدائمة في عمر متأخر ويتعرض أطفال هذه الفئة لأمراض اللثة بكثرة ، لذا يجب زيارة طبيب الأسنان مرة في السنة على الأقل مع تعويد الطفل العناية بالأسنان بانتظام
التوقيع
[justify]